Loading...

دليل المعتقدات المسيحيَّة - Lesson 1

ما أهميَّة دراسة العقيدة المسيحيَّة؟

ما دام الله قد أوحى بالفعل بالكتاب المُقدَّس، ربَّما يسأل أحدهم عن سبب دراسة العقيدة المسيحيَّة قائلاً: هل يكفي بالتأكيد أن يدرس المرء الكتاب المُقدَّس دون الانشغال بمسألة العقيدة؟ ربَّما تكون أبسط إجابةٍ عن هذا السؤال هي أن أيّ شخصٍ يدرس الكتاب المُقدَّس إنَّما يدرس العقيدة في الواقع. المناقشة المنهجيَّة للاهوت المسيحيّ سوف تنقل الطالب إلى العديد من مصادر المعرفة ومجالات التفكير. وسوف يكون هدفنا هنا هو الهدف الأكثر تواضعاً المُتمثِّل في محاولة وضع التعليم الكتابيّ الذي يُشكِّل أساس اللاهوت المسيحيّ.

I. Howard Marshall
دليل المعتقدات المسيحيَّة
Lesson 1
Watching Now
ما أهميَّة دراسة العقيدة المسيحيَّة؟

Lessons
Transcript
  • ما دام الله قد أوحى بالفعل بالكتاب المُقدَّس، ربَّما يسأل أحدهم عن سبب دراسة العقيدة المسيحيَّة قائلاً: هل يكفي بالتأكيد أن يدرس المرء الكتاب المُقدَّس دون الانشغال بمسألة العقيدة؟ ربَّما تكون أبسط إجابةٍ عن هذا السؤال هي أن أيّ شخصٍ يدرس الكتاب المُقدَّس إنَّما يدرس العقيدة في الواقع. المناقشة المنهجيَّة للاهوت المسيحيّ سوف تنقل الطالب إلى العديد من مصادر المعرفة ومجالات التفكير. وسوف يكون هدفنا هنا هو الهدف الأكثر تواضعاً المُتمثِّل في محاولة وضع التعليم الكتابيّ الذي يُشكِّل أساس اللاهوت المسيحيّ.

  • تخبرنا العقيدة المسيحيَّة بما يؤمن به المسيحيّون عن الله. ولكن قبل أن نتمكَّن من مناقشة ما نؤمن به عن الله، ينبغي أن نعالج السؤال الأوَّليّ حول كيفيَّة التعرُّف على الله وعلى وجوده وطبيعته وأفعاله. فهذا السؤال له أهميَّةٌ حاسمة لأن الاختلافات بين المواقف اللاهوتيَّة المُتنوِّعة التي يعتنقها المسيحيّون غالباً ما تعتمد على اختلافاتٍ في طريقة التفكير بخصوص كيفيَّة معرفة الله.

  • على الرغم من أننا لا نستطيع معرفة الله بالبحث، فإن الله كشف لنا نفسه بطُرقٍ يمكننا فهمها. بما أننا مخلوقاتٌ مصنوعة على صورة الله (التكوين 26:1)، من الممكن أن يكون لنا بعض الفهم عن الله الذي صنعنا. كشف الله عن نفسه بلغة البشر، وبما أننا ندرك أن لغة البشر وسيلةٌ صادقة لكنها غير كافيةٍ لتوصيل حقيقة الله، يمكننا إحراز بعض التقدُّم في الفهم. لاءم الله نفسه بلطفه لعقولنا الضعيفة والخاطئة من خلال التكلُّم إلينا في إعلانٍ شخصيّ، ولذلك ينبغي أن نتذكَّر أن الشخص نفسه أعظم من الإعلان. علينا أن نتذكَّر أنه أبعد من نطاق فهمنا وأن الكلمات البشريَّة لا يمكنها التعبير عنه كما يحقّ وأنه لا يزال بإمكاننا أن نقول المزيد عنه.

  • القصَّة التي تدور في الكتاب المُقدَّس من سفر التكوين إلى سفر الرؤيا هي قصَّة كيفيَّة خلق الله العالم وسقوط العالم في الخطيَّة وتمرُّده عليه وكيفيَّة بدء الله عمليَّة خلقٍ جديد سوف يستمرّ لحين انتهاء كُلّ أثرٍ للخطيَّة. البشر ذروة خليقة الله وتاجها لأنهم صورة الله على عكس المخلوقات الأخرى (التكوين 26:1-27). وسريعاً ما تبع خلق البشر دخول الشرّ في قلوبهم. فقد خُلِقوا بإمكانيَّة الاختيار بين الصواب والخطأ وبين طاعة الله وعصيانه. لكنهم اتَّخذوا القرار الخاطئ بتحريضٍ من المُجرِّب فدخلت الخطيَّة العالم بجميع عواقبها الرهيبة.

  • الموضوع الرئيسيّ للاهوت المسيحيّ الذي يضفي عليه طابعه المسيحيّ هو مجيء يسوع إلى العالم مُخلِّصاً إيَّاه من الخطيَّة. ومجيئه على حدٍّ سواء إعلانٌ عن طبيعة الله المُقدَّسة المُحبَّة كما أنه فعل المَحبَّة السامية الذي يصالح به الله الخطاة لنفسه.

  • المرحلة التالية في دراسة العقيدة المسيحيَّة تراعي النظر في الحياة الجديدة التي يهبها الله لمن يقبلون يسوع مُخلِّصاً لهم من الخطيَّة. سوف نبدأ بالنظر إلى كلمتين عامَّتين تُستخدَمان لوصف اختبارنا كمسيحيّين، ثم نناقش أربعة جوانب مختلفة للحياة المسيحيَّة، وسوف ننظر أخيراً في طبيعة استجابتنا لهبة الله المُتمثِّلة في الخلاص والحياة الأبديَّة.

  • لا يمكن للمرء أن يصبح مسيحيَّاً بمُجرَّد الإيمان بيسوع المسيح دون أن يصبح في الوقت نفسه عضواً في شعب الله مع جميع إخوته المؤمنين وأن يشارك في حياة الكنيسة. في الواقع، لم يكن من الممكن أن نعرف يسوع دون شهادة المسيحيّين الآخرين وعملهم في ترجمة الكتاب المُقدَّس وتوزيعه وصلواتهم من أجلنا. لم يأتِ يسوع لخلاص الناس بمعزلٍ عن بعضهم البعض بل لتأسيس مجتمعٍ جديد من الناس يعملون على بنيان بعضهم البعض في الإيمان وكرازة العالم. ينبغي علينا الآن استكشاف معنى الكنيسة ومهامها.

  • يهتمّ علم الأخرويَّات بالتدخُّل الأخير لله في التاريخ لإنهاء العالم الحاضر الشرِّير ولبدء العالم الجديد. لكن فعل الله هذا لا يقتصر على المستقبل لأن الله بدأ خليقته الجديدة في مجيء يسوع وتأسيس الكنيسة. جرت العادة على فهم النبوَّات المُتعلِّقة بالأيَّام الأخيرة على أنها كانت تتحقَّق في الأيَّام الأولى للكنيسة. ولذلك، لكي نفهم ما سوف يحدث في المستقبل نحتاج إلى تلخيص قدرٍ من القصَّة الكتابيَّة حتَّى نضع المستقبل بعين الاعتبار.

1

 

ما أهميَّة دراسة العقيدة المسيحيَّة؟

 

وضعَ أوَّلُ كتابٍ درستُهُ عن علم اللاهوت عنواناً جريئاً لفصله الأوَّل وهو: علم اللاهوت ملك العلوم. وقال الكاتبُ مُؤكِّداً: "بما أنّ نطاقَ علمِ اللاهوت يتضمَّنُ معرفة الله وأعمالَه، من الصائب تماماً أنْ نعتبره أنبلَ جميعِ العلوم وملِكَ العلوم بالذَّات". واليوم لسنا مُتأكِّدين من وضعه، فقد قال أحدُ المازحين إنه قد يكون من الأفضل أن يُعرَف باسم "الأدب المُخادِع". وغالباً ما يُنظَرُ إلى علم اللاهوت المسيحيّ داخل الجامعات والكُلّيَّات على أنه موضوعٌ غير علميٍّ يستخدم أساليبَه الذًّاتيَّة بدرجةٍ عالية، ويتوصَّلُ إلى نتائجَ لا يمكن أن تُؤكِّد على مصداقيّتها العلميَّة، وقد أصبح من المألوف أن نبتعدَ عن علم اللاهوت إلى "الدراسات الدينيَّة"، أي الفحصِ المُقارَن لمختلف الأديان البشريَّة، بما في ذلك المسيحيَّة، ووصفِها من وجهة نظرٍ يُزعَمُ أنها محايدةٌ وعلميَّة.

 

إذا كانت دراسةُ علمِ اللاهوت المسيحيّ لا تحظى بتقديرٍ كبير في كُلّيَّات الآداب، فقد يتساءلُ المؤمنُ المسيحيّ عمَّا إذا كانت تستحقّ الاهتمام. وإذا وُجبت دراستُه عموماً، فينبغي أن يتمّ ذلك من خلال الخُدَّام والواعظين الذين لديهم اهتمامٌ مهنيّ به. لا يحتاج المؤمن المسيحيّ العاديّ للخوض بعمقٍ في موضوعٍ يبدو أنه تسبَّب في الكثير من الارتباك في الكنيسة، وهو غير مرتبطٍ بالحياة المسيحيَّة إلَّا بعلاقةٍ ظاهرة ضعيفة. أليس الحال أنّ الناس الذين انشغلوا بعلم اللاهوت أصبحوا أحياناً مرتبكين في إيمانهم وحتَّى "غير أسوياءٍ"؟ وألمْ نسمع كُلّنا عن الشباب الحريصين على الخدمة المسيحيَّة الذين مضوا للدراسة في كُلّيَّة اللاهوت، ثم عادوا مرّةً أخرى بعد ثلاث أو أربع سنواتٍ وقد صدمتْهُمُ الحياة، وتلخَّصَتْ معتقداتُهم المُثمَّنة في حالةٍ مُحزِنةٍ من الارتباك؟ اِحذرْ إذاً من متابعة قراءة كتابٍ مثل هذا!

 

ولكنَّ هذا كُلَّه بالطبع صورةٌ كاريكاتوريَّة مُحزِنة للموقف الحقيقيّ – على الرغم من أنه لا يمكن إنكارُ وجودِ نوعٍ من الحقّ فيه يجعل القارئَ يتساءل عمَّا إذا كان بإمكانه تقديمُ دفاعٍ مُقنِعٍ لتناول علمِ اللاهوت.

 

يُخصِّصُ العديدُ من الجامعات والكُلّيَّات في الوقت الحاضر أقساماً لدراسة السياسة. خلال أيَّام دراستي، استقال أحدُ المُحاضِرين في هذا الموضوع من منصبه للعمل في مقرِّ حزبٍ سياسيّ. من الواضح أنه كان لديه التزامٌ خاصّ بحقيقةِ نظرةٍ سياسيَّة واحدة، ولم يكن وحيداً، وما زال غير وحيدٍ في ولائه على الإطلاق. أخبرني مُحاضِرٌ آخر، ربَّما تكون سياساتُه رماديّة إلى حدٍّ ما، بأنه يُخفي ولاءَهُ حتى لا يصنِّفَهُ الطُلّاب في إطارٍ مُعيَّن بقولهم: "إنه لا يقول هذا إلَّا لأنه أحد أعضاء تلك المجموعة". وغالباً ما يلتزم المُحاضِرون في السياسة وغيرها من الموضوعات بحقيقةِ فهمٍ واحدٍ للموضوع، ومع ذلك، فإنّ هذا لا يمنعهم من محاولة تدريس موضوعِهم بطريقةٍ موضوعيَّة وعلميَّة، ولا يُشكِّك الناسُ عموماً في حُسنِ نيَّتهم. وموقفُ اللاهوتيّين مشابهٌ إلى حدٍّ ما، فَهُمْ ملتزمون بحقِّ ما يُعلِّمونه، كما يَعلَمون أنّ الآخرين في كثيرٍ من الأحيان لا يشاركونهم معتقداتِهم. ومع ذلك، فَهُمْ يهدفون للتدريسِ بأمانةٍ ونزاهةٍ أكاديميَّة، وهم مُستعدّون لاستجوابِ معتقداتِهُم الخاصَّة وفحصِها للتأكّد من ثباتها.

 

من الواضح أنه يوجد اختلافٌ بين دراسة علم اللاهوت والدراسات الدينيَّة. فالدراساتُ الدينيَّةُ وصفيَّةٌ ومُقارَنةٌ إلى حدٍّ كبير، وهي تحاولُ فهمَ مختلفِ الأديان من ناحية الأسباب والتأثيرات الطبيعيَّة التي تأخذُ بعين الاعتبار تواريخَها وخصائصَها. أمَّا دراسةُ علم اللاهوت فتُحدِّدُ محتوى المعتقد المسيحيّ، لكنها تفعل ذلك من حيث طبيعتِه كبيانٍ لما ينبغي أنْ يؤمنَ به المؤمنون المسيحيّون. فهي تقبل صحَّة الإيمان المسيحيّ وتحاول أن تُعلِنَه بطريقةٍ منهجيَّة. وبالطبع من الممكن أن يوجد أيضاً علم اللاهوت الإسلاميّ أو علم اللاهوت البوذيّ، وأن توجد بياناتٌ لما يعتبره أتباعُ هاتين الديانتين نتاجَ الأشخاصِ الذين يؤمنون بصحّتهما. هذا أمرٌ مقبول. من الممكنِ إذاً مقارنةُ هذه الأنظمة ومعرفةُ عناصرِ الحقّ التي قد يحتويها كُلٌ منها بالمقارنة مع موقف المرء، ومناقشةُ الأساس الذي يستند عليه كُلٌ منها. وعلى الرغم من أنّ المؤمنين المسيحيّين يعملون من وجهة نظرِهِم المسيحيَّة، إلَّا أنهم منفتحون للنظر في عناصر الحقّ التي قد تكون موجودة في هذه الأنظمة الأخرى.

 

يوجد إذاً مجالٌ للدراسة اللاهوتيَّة وللدراسات الدينيَّة، والعملُ بأمانةٍ فكريَّة وبعقلٍ منفتحٍ أمرٌ ممكنٌ في كلتا الدراستين.

 

ما هو علم اللاهوت؟

 

قبل أن نسأل عن القيمة التي قد توجد في دراسة علم اللاهوت أو العقيدة المسيحيَّة، قد يكون من المفيد أن نسأل ما الذي تتضمَّنه بالضبط تلك الدراسةُ نفسُها. "علم اللاهوت" (بالإنكليزيَّة Theology) تعبيرٌ من نوعٍ مألوفٍ يُشبِهُ تعابيرَ مثل "علم الأحياء"، و"علم الأدوية"، وغيرها، بحيث أن المقطع "-ology" يُعيِّن دراسة أو علم الموضوع المشار إليه في النصف الأوَّل من الكلمة (بالإنكليزيَّة)؛ وفي هذه الحالة، فإن المقطع "theo-" مُشتقٌّ من الكلمة اليونانيَّة theos التي تعني الله، وبالتالي فإن علم اللاهوت هو دراسة الله. أمَّا الكلمة الأخرى المُستخدَمة، أي "العقيدة"، فهي مُشتقّةٌ من كلمةٍ لاتينيَّة تعني "التعليم"، وبالتالي فإنَّ العقيدةَ المسيحيَّة هي ما يُعلِّمُهُ المؤمنون المسيحيّون.

 

يُستنتَجُ من هذه الاعتبارات أنَّ موضوعَ علم اللاهوت هو الله. وهو بالطبعِ لا يتعلَّقُ بِالله وحده، بل بنشاطِ الله وبكُلِّ مجالٍ من مجالاتِ فكرِ الإنسان واختبارِهِ المُتأثِّريْنِ بالإيمان بالله.

 

لكننا نتحدَّثُ عن علم اللاهوت المسيحيّ، وبالتالي فإنَّ اهتمامَ عالمِ اللاهوت هو ما يؤمن به المؤمنونَ المسيحيّون عنِ الله. فالعقيدةُ المسيحيَّة بيانٌ بما يؤمنُ به المسيحيّون. ويمكن إيجادُ مثلِ هذه البيانات في عقائدِ الكنيسةِ وإقراراتِها التي وُضِعَتْ للتعبير عن عقائد الذين وضعوها. تتمثَّلُ مُهمَّةُ علمِ اللاهوت في بيانِ ما يؤمن به المسيحيّون بطريقةٍ مُنظَّمةٍ ومِنهجيَّة.

 

قد ننظرُ إلى المسألة من وجهةِ نظرٍ أخرى. فقد تحدَّثنا للتوّ عمَّا يؤمن به المسيحيّون، كما لو كان الإيمانُ المسيحيُّ مسألةَ اعتقادٍ بأشياءٍ مُعيَّنةٍ في أذهاننا، وبياناتٍ يمكنُ التعبيرُ عنها في صيغةِ اقتراحٍ؛ لكنَّ أبسطَ مؤمنٍ مسيحيٍّ يعرف أن الإيمانَ المسيحيّ هو في المقام الأوَّل مسألةُ ثقةٍ بالله من خلالِ يسوعَ المسيح. وبالتالي، يطرحُ علمُ اللاهوتِ سؤالاً هو، ما معنى أن تكونَ لك ثقةٌ شخصيَّة بالله؟ يمكننا القول إنَّ علم اللاهوت تعبيرٌ عن معنى الثقة بالله، وهذه الطريقة في صياغةِ المسألة تُنصِفُ حقيقةَ كونِ العقيدة المسيحيَّة أكثرَ من مُجرَّدِ الموافقة على بياناتٍ مُعيَّنة يمكن حتَّى للشياطين أن تُقِرَّ بها، (يعقوب 19:2).

 

قد نميلُ للاعتقادِ بأنّ علمَ اللاهوتِ المسيحيّ يستندُ بالتالي على نحوٍ رئيسيٍّ إلى تأمّلٍ باطنيّ للمؤمنين وهم يسألون أنفسَهم عمَّا يؤمنون به – وقد يوجد عددٌ من علوم اللاهوت المختلفة بقدرِ عددِ المؤمنين. لكنَّ مصدَرَ علمِ اللاهوتِ المسيحيّ ليس في الدرجة الأولى الاختبارَ المسيحيّ بل الإعلانَ الإلهيّ. تعتمدُ معرفتُنا بالله على ما أوحاه اللهُ عن نفسِهِ للبشر، و يتحدَّدُ اختبارُنا المسيحيُّ بهذا الإعلان الذي يُخبِرُنا بما يتضمَّنُهُ الإيمانُ بالله. ومع أنَّ الله كشَفَ عن نفسه بطُرقٍ عديدةٍ ومختلفة، فإنّ الإعلانَ الأساسيَّ موجودٌ في الكتاب المُقدَّس. وهذا يُسجِّل الأحداثَ التاريخيَّة التي كان الله نشِطاً فيها نشاطاً خاصَّاً للكشف عن نفسه، وعلاوةً على كُلّ شيءٍ، يُقدِّم الشخصيَّةَ التاريخيَّةَ ليسوع الذي جاء من خلاله إعلانُهُ الأسمى. كما يُقدِّمُ "التفسيرَ" الذي أوحى به الأنبياءُ والرُسُل، ممَّا يُبرِزُ أهميَّةَ هذه الأحداث. سوف تكون هذه النقطةُ بحاجةٍ لتوضيحٍ أكمل في وقتٍ لاحق، ولكن يمكننا القولُ في الوقت الحاليّ إن العقيدةَ المسيحيَّة شرحٌ لوحيِ الله عن نفسه في الكتاب المُقدَّس.

 

توجد بالطبع وجهاتُ نظرٍ أخرى لمصدر علم اللاهوت المسيحيّ. يُعلِّقُ بعضُ الناس أهميَّةً أكبر كبرى على تحليل التجربة الدينيَّة للمؤمنين المسيحيّين. ويحاول آخرون تطويرَ علمِ اللاهوت المسيحيّ على أساسِ إعلان الله في الطبيعة أو على أساسِ المناقشة الفلسفيَّة. من الواضح أنه يوجد مكانٌ لمثل هذه الدراسات في العقيدة المسيحيَّة، لكنّ وجهةَ نظرِ هذا الكتاب هي أنّ الكتاب المُقدَّس هو المصدرُ الأساسيُّ والمعياريُّ للعقيدةِ المسيحيَّة، وأنّ المصادرَ الأخرى للمعرفة تخضعُ لسلطانِهِ الأسمى.

 

يستند هذا الاعتبارُ إلى طبيعةِ الكتابِ المُقدَّس باعتبارهِ المكانَ الرئيسيَّ والأوضحَ لإعلانِ الله عن شخصِهِ للبشر. نحن مُلزَمونَ في علمِ اللاهوت بما قاله اللهُ، وليست لدينا حريّةُ التعمُّق في تخميناتنا التي قد تكون صحيحةً أو خاطئة. وبالتالي، يتَّسِمُ علمُ اللاهوتِ المسيحيِّ بجودةٍ معياريَّة أو مُلزِمة. فهوَ ليسَ مُجرَّدَ بيانٍ وصفيٍّ لما يعتقدُهُ المؤمنون المسيحيّون؛ ولكنه يُعبِّرُ عمَّا ينبغي أن يؤمنَ به المسيحيّون على أساس إعلان الله. يُشار أحياناً إلى هذا الجانبِ من الموضوع باستخدام مُصطلحِ "العقائد".

 

العقيدة المسيحيَّة ودراسة الكتاب المُقدَّس

 

إذا كان لدينا بالفعل إعلانُ الله في الكتاب المُقدَّس، فقد يسأل أحدُهمْ عن سببِ الحاجة لدراسةِ العقيدةِ المسيحيَّة: أليس من المُؤكَّد أنَّ دراسةَ الكتاب المُقدَّس تكفي دونَ إزعاج النفس بدراسةِ العقيدة؟ ربَّما تكون الإجابةُ الأبسطُ عن هذا السؤال هي أنَّ أيَّ شخصٍ يدرسُ الكتابَ المُقدَّس يدرسُ العقيدةَ في الواقع. عندما أنشأَتْ إحدى جامعاتِنا قسمَ التاريخِ والأدب الكتابيَّين، ربَّما كان أملُ المُؤسِّسينَ تدريسَ الكتابِ المُقدَّس دونَ أيَّةِ إشارةٍ إلى العقيدة أو علم اللاهوت، وهذا أشبهُ بأنْ يأملَ المرءُ في دراسةِ أعمال شكسبير دون الإشارة إلى جودتِها الأدبيَّة.

 

الكتابُ المُقدَّس كتابٌ عقائديّ ولا يمكنُ دراستُه دون الإشارة إلى تلك الحقيقة. لكنّ الكتابَ المُقدَّس ليس بياناً منهجيَّاً للعقيدة. لم يَشْرَعْ بولس، على سبيل المثال، في كتابةِ أطروحاتٍ لاهوتيَّة نظاميَّة عندما كتبَ رسائلَهُ (مع الاستثناء المُحتمَل لرسالة رومية)؛ بل كان يكتبُ وثائقَ مُتفرِّقةً يُقصَدُ بها التعاملُ مع المشاكلِ الحاليَّة، واحتياجاتِ تجمُّعاتٍ مُعيَّنةٍ للمؤمنين. لكنّ كتاباتِهِ تفترضُ مُسبقاً فهمَهُ لعلم اللاهوت المسيحيّ، وهذا الفهمُ يُعبَّر عنه بالتدريج فيها. ويحاولُ عالمُ اللاهوت أن يستخرجَ من رسائل بولس سمةً نظاميَّةً لتفكيره. نُؤكِّدُ على أنَّ ما ينبغي أنْ يقولَهُ الكتابُ المُقدَّسُ حول أيِّ موضوعٍ مُعيَّن لا يمكن إيجادُه كُلُّه بالضرورة في مكانٍ واحد. (ولهذا فإن أكثرَ وسيلةٍ مفيدةٍ لدراسة الكتاب المُقدَّس، بَعْدَ الكتاب المُقدَّس نفسه، هي فهرسُ الكتاب المُقدَّس.) فتعليمُ الكتاب المُقدَّس عن الخلق مثلاً، لا يقتصِرُ على الفصول الأولى من سفر التكوين، بل يمتدُّ عبرَ العديد من المقاطع مثل المزمور 8 وإشعياء 40 وكولوسي 1. ولفهمِ ما يقوله الكتابُ المُقدَّس في أيّ موضوعٍ، يلزمُ تجميعُ جميعِ المقاطع ذات الصلة، ومقارنةُ أحدُها بالآخر، والوصولُ إلى بيانٍ شاملٍ لتعليمِ الكتاب المُقدَّس.

 

ولا يمكننا التوقُّفُ عند ذلك الحدّ. يجب أن يرتبطَ ما يقوله الكتابُ المُقدَّس عن الخلق باكتشافاتِ العلماء وأفكارِ الفلاسفة بحيث يكون لدى المسيحيّ فهمٌ نقديٌّ لتفكير معاصريه، وقد يكون قادراً على تأطيرِ فهمِهِ للخلق بناءً على جميع المصادر المُتاحة للمعرفة بطريقةٍ مفهومة للناس في العصر الحديث. وبالتالي، يتضمَّن علمُ اللاهوت المسيحيّ ربطَ ما يُعلِّمه الكتاب المُقدَّس بالمعرفة البشريَّة المُكتسَبة بطُرقٍ أخرى. إذا كان الحقُّ كُلّه هو حقّ الله، فعندئذٍ لا يستطيعُ المؤمنُ المسيحيّ رفضَ أيّ مصدرٍ للمعرفة لدى محاولته لمعرفةِ الكيفيَّةِ التي أعلن بها اللهُ عن نفسه. وهذا ينطبقُ حتَّى على تعليم الأديان والأنظمة الفلسفيَّة الأخرى التي قد تحتوي على مزيجٍ من الحقّ والخطأ. تبدو تعاليمُ كارل ماركس لمعظم المسيحيّين مُعارِضةً تماماً للاعتقاد المسيحيّ، ولكن سيكون من الغباء تجاهلُ إمكانيَّةِ حملِ نظامِ التفكيرِ الشيوعيّ لأفكارٍ صحيحةٍ عن الطبيعة والسلوك البشريَّين، وهي مُستقلَّةٌ بما تظهر به من إطارٍ غير مسيحيّ.

 

المناقشةُ النظاميَّة للّاهوتِ المسيحيّ سوف تأخذ الطالبَ إلى العديدِ من مصادرِ المعرفة ومجالاتِ التفكير. وغرضُنا الأكثر تواضعاً يتمثَّلُ هنا في محاولةِ وضعِ التعليم الكتابيّ الذي يُشكِّل أساسَ علمِ اللاهوتِ المسيحيّ.

 

استخدامُ الكتاب المُقدَّس في علم اللاهوت

 

كيف يجبُ استخدامُ الكتابِ المُقدَّس في دراسةِ العقيدة المسيحيَّة؟ قد تكونُ بعضُ التعليقاتِ مفيدةً.

 

أوَّلاً، ينبغي التأكيدُ على أنّ الكتابَ المُقدَّسَ هو المصدرُ الرئيسيّ لعالم اللاهوت. فقد أعلن الله فيه عن نفسه لنا إعلاناً كاملاً، كما سوف نرى في الفصل التالي. وبالتالي، ينبغي اختبارُ جميعِ مصادرِ المعرفةِ الأخرى عن الله من خلال الكتاب المُقدَّس.

 

نحتاج بعد ذلك إلى دراسةِ رسالةِ الكتاب المُقدَّس ككُلٍّ، وتفسيرِ مختلفِ أجزائها الفرديَّة في سياقاتها. تعرَّضَ بعضُ علماءِ اللاهوت في الماضي للانتقادِ الشديد المُبرَّر لأنهم وضعوا لاهوتَهم على أساسِ "أدلَّةٍ نصّيَّة" أخذوها من جميعِ أجزاء الكتاب المُقدَّس دون تمييزٍ معتبرين تفسيرَها أمراً مفروغاً منه دون أنْ يسألوا عن معناها الحقيقيّ. وقد نتج عن هذا الإجراء بعضُ وجهاتِ النظر الغريبة للطوائف. حاول رجلٌ استخدامَ آيةٍ في سفر الجامعة 19:3 ليُثبِت لي أنه لا توجد حياةٌ بعد الموت. لم يتوقَّفْ ليسأل عمَّا يعنيهِ النصُّ في الأصل، أو ليسألَ عن كيفيَّةِ ملاءمَتِهِ مع تعليم العهد الجديد الذي يشهدُ بوضوحٍ على الحياة بعد الموت. من الأفضل دائماً دراسةُ مقاطعَ كاملةٍ بدلاً من النصوصِ المنفردة، ومقارنةُ الكتابِ المُقدَّس بنفسه.

 

النقطة الثالثة هي أنه يجب ألَّا نحتقرَ وسائلَ المساعدة الكثيرة المتوفّرة لدراسةِ الكتاب المُقدَّس. يُحبّ بعضُ الناس أنْ يدرسوا الكتابَ المقدّسَ بمفردهم ظانّينَ أنّ رؤيتَهم الخاصَّة له تكفي، وأنّ الكتاب المُقدَّس نفسَه سوف يكون واضحاً وسهلَ الفهم. لا شكّ أن الاتّجاه الرئيسيّ للكتاب المُقدَّس واضحٌ بما فيه الكفاية، وكان الإصلاحيّون على حقٍّ في الإصرار على ما أسموه "صفاءَ" الكتاب المُقدَّس مقابلَ مجموعِ التقاليد التي أخفَتْ معناه في كنيسةِ العصورِ الوسطى.  ولكن ينبغي على كلّ مؤمنٍ مسيحيّ ألّا يظنَّ أنّ بإمكانه تجاهلَ ما منحَهُ اللهُ من حكمةٍ لغيره من المؤمنين لكي يُكملوا عملَهم بكلِّ نجاح. يوجد أدبٌ ثانويّ واسعٌ تكمنُ فيه الحكمةُ الجماعيَّة لشعب الله، وفي هذا الأدبِ نورٌ يكشفُ النواحيَ الغامضةَ للكتاب المُقدَّس. يمكننا من خلال الاستخدامِ الدقيق لمثلِ هذه الكتبِ زيادةُ فهمِنا للكتاب المُقدَّس بدرجةٍ كبيرة.

 

غنيٌّ عن القول إن طُلّابَ علمِ اللاهوت بحاجةٍ إلى إرشادِ الروح القُدُس لمساعدتِهم في هذه المُهمَّة. لا يمكن أن توجدَ معونةٌ أفضلُ من مساعدةِ المُؤلِّفِ نفسِه في فهم كتابه، علاوةً على أنَّ الاستعدادَ للتعلُّم بتواضعٍ من روح الله أمرٌ لا غنى عنه لعالِمِ اللاهوت خشيةً من أن تُضلِّلَهُ كبرياءُ العقلِ البشريّ واكتفاؤه الذَّاتيّ فيعتقد أنه يتمتَّع بالقدرةِ الفطريَّة على فهمِ طُرقِ الله.

 

استخداماتُ العقيدة المسيحيَّة

 

ما القيمة القصوى لهذه الدراسة التي قد يميل المؤمنون المسيحيّون لوضعِها جانباً على أنها صعبةٌ للغاية أو لا علاقةَ لها بحياتهم المسيحيَّة؟ قال بولس ردّاً على سؤالٍ مختلف: "كَثِيرٌ عَلَى كُلِّ وَجْهٍ!" أحدُ الأجوبةِ الواضحة هو أنّ دراسةَ العقيدةِ المسيحيَّةِ سوف تحفظُ الطالبَ من الوقوع في الخطأ، وتُمكِّنُهُ من التمييز بين ما هو صحيحٌ وما هو زائفٌ. قبل بضعِ سنواتٍ، جرى توجيه بعض الناس في طائفةٍ مسيحيَّة حصريَّة إلى حدٍّ ما، كانت قد تمكَّنتْ حتَّى ذلك الحين من البقاءِ على استقامتها بدرجةٍ معقولة، إلى سلوكٍ غريب للغاية بناءً على وصيَّة رجلٍ سبقَ فحصلَ على وضعِ نفوذٍ بينَهم. ولمْ يُدرِكْ كثيرون منهم إلا بعد بضعِ سنواتٍ أنّهم خُدعوا من قبل رجلٍ ذي تعليمٍ مجنون وشخصيَّةٍ بعيدةٍ جدّاً عن المعايير المسيحيَّة. يمكن القولُ عن ثقةٍ إنه لو درسَ أعضاءُ هذه المجموعة عقيدَتَهمْ بجدّيَّةٍ أكبر، واختبروا التعليمات التي يُقدِّمُها لهم الكتاب المُقدَّس، لما تعرَّضوا للتضليل مثلما حدث. كان يوجد في القرن السادس عشر مسيحيّون يمارسون تعدُّدَ الزوجاتِ بسبب الفهم الخاطئ للحريَّة المسيحيّة، واليوم يوجد أشخاصٌ يحفظون يوم السبت كيومٍ للعبادة بسبب الخلطِ بين يوم السبتِ اليهوديّ ويومِ الرَّبّ المسيحيّ. أمّا ترياقُ مثلِ هذه الغرائب فهو المعرفةُ السليمة للعقيدة المسيحيَّة.

 

على مستوىً أعلى من الناحية الجدّيَّة والشخصيَّة، تُغذِّي العقيدةُ المسيحيَّة روحَ المؤمنين وتُمكِّنُهم من النموِّ في الإيمان والفهمِ المسيحيَّيْن. وعلى الرغم من أنّ دراسة العقيدة يمكن أن تكون مُجرَّدَ مسألةٍ عقليَّة، إلَّا أنّ العقلَ قد يكونُ المسارَ الذي تصلُ من خلالِه كلمةُ الله إلى القلب فَتُؤثِّرُ على الحياة. فالعقيدةُ المسيحيَّةُ المدروسةُ بروحِ التواضع والصلاة تفتحُ عقولَنا على إعلانِ الله، وتُقدِّمُ الغذاءَ الروحيَّ للمؤمنين. يتعلَّم المؤمنون أكثر عن شخصيَّة الله الذي يعبدونه، ويكتملُ فهمُهُمْ للوضع المأساويّ الذي خلَّصهُمُ اللهُ منه، ويُقدِّرون بدرجةٍ أكثر اكتمالاً روعةَ النعمةِ الإلهيَّة التي خلَّصَتْهم، ويُدرِكون إدراكاً أسمى ما يريد الله أن يمنحَهُ لهم من بركاتٍ روحيَّة.

 

وبالتالي، تُقدِّمُ العقيدةُ المسيحيَّة وقودَ التكريس. إنها تُضرِمُ القلبَ ناراً بمَحبَّة الله وتمنحُ إلهاماً للعبادة. من المشكوك فيه أنْ يتَّسمَ قدْرٌ كبيرٌ من العبادة المسيحيَّة بالبرودةِ والشكليَّة، لأنها ببساطةٍ تفتقرُ إلى أساسٍ كافٍ في تقديم العقيدة المسيحيَّة. العبادةُ المسيحيَّة هي الاستجابةُ البشريَّة للإعلان الإلهيّ، ولا يمكن لكنيسة المسيح أن تستجيبَ بقلوبٍ دافئة مقدِّمةً للهِ ما يليقُ به من حمدٍ وخدمةٍ إلَّا عندما تؤَسَّسُ العبادةُ على تقديمِ كلمةِ اللهِ لهم.

 

وأخيراً، لا يمكن أن يهيّئَ المؤمنون المسيحيّون أنفسهم ليصبحوا نَشِطين في تطبيق إيمانِهم على مشكلات المعيشة وعلى مُهمَّة الشهادة المسيحيَّة إلَّا من خلال دراسةِ العقيدة. ينبغي أنْ يعرفَ المُبشِّرَ رسالته ويفهمَ كيفيَّةَ انطباقِها على احتياجات الأشخاص الذين سوف يقابلُهم على اختلاف أنواعِهم. والشخصُ الذي لا يفهم الإنجيل سوف يكون مُدافِعاً ضعيفاً جدَّاً عنه؛ فلن يكونَ الإنسان مُقنِعاً ما لمْ يدرس قضيَّتَهُ.

 

يمكننا الآن الانتقال إلى موضوعنا مع وضع هذه التطبيقات العمليَّة في الاعتبار. سوف ننظرُ أوَّلاً بمزيدٍ من التفصيل في الفصل الثاني في كيفيَّة معرفتنا عن الله، ثم في طبيعة الله في الفصل الثالث، وطبيعةِ العالم وخلقِ العالم وسقوطِه في الخطيَّة في الفصل الرابع. وهذا يقودُنا في الفصل الخامس إلى بداية الله الجديدة مع العالم الخاطئ في يسوع المسيح، ثمّ إلى الكيفيَّةِ التي تصبحُ بها خليقةُ الله الجديدة فعَّالةً في الفرد في الفصل السادس، والكنيسة في الفصل السابع. وأخيراً، سوف ننظرُ في الفصل الثامن في اكتمالِ عملِ الله في نهاية الزمان.

 

أسئلةٌ للدراسة والمناقشة

 

1. وضعَ أحدُ خُدَّامِ الحركةِ التوحيديَّة مُلصَقاً يقول فيه إنه قَدَّم "الدين بدون عقيدةٍ". هل تعتقد أنّ ما قدَّمه ممكنٌ؟

2. هل يستطيعُ المؤمنُ المسيحيُّ دراسةَ الدين أو علمِ اللاهوت "بعقلٍ منفتح"؟

3. ما هي القوى الأخرى التي تحاولُ التنافسَ مع الكتابِ المُقدَّس في تحديدِ ما نؤمنُ به؟ هل تتمتّعُ بأيَّة صلاحيَّةٍ؟ كيف ترتبطُ بالكتاب المُقدَّس؟

4. هل كلمةُ "عقيدة" شيءٌ جيِّد أم سيِّئٌ في تجربتك؟ لدينا جميعاً ارتباطٌ عاطفيّ بالكلمات؛ فما هو ارتباطُكَ العاطفيّ بكلمة "العقيدة"؟

5. يقول مارشال إن أيَّ شخصٍ يدرسُ الكتابَ المُقدَّس يدرسُ في الواقع العقيدة. هل توافق أم لا؟

6. هل من الممكن أن يفهمَ َشخصٌ غير مسيحيّ العقيدةَ المسيحيَّة بالكامل؟

7. قيل إن "علمَ اللاهوتِ العميقِ أفضلُ وقودٍ للتكريس"، ناقشْ ذلك.

8. تبني العديدُ من الطوائف عقائدَها الغريبة على تعليمِ الكتاب المُقدَّس. كيف يمكنكُ أنْ تُظهِرَ صحَّةَ وجهاتِ نظرِها من عدَمِه؟